فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَـٰٓئِفَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيۡهِ كُفۡرُهُۥۖ وَلَا يَزِيدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ كُفۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ إِلَّا مَقۡتٗاۖ وَلَا يَزِيدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ كُفۡرُهُمۡ إِلَّا خَسَارٗا} (39)

{ هُوَ الذى جَعَلَكُمْ خلائف في الأرض } أي جعلكم أمة خالفة لمن قبلها . قال قتادة : خلفاً بعد خلف ، وقرناً بعد قرن ، والخلف : هو التالي للمتقدّم . وقيل : جعلكم خلفاءه في أرضه { فَمَن كَفَرَ } منكم هذه النعمة { فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ } أي عليه ضرر كفره ، لا يتعدّاه إلى غيره { وَلاَ يَزِيدُ الكافرين كُفْرُهُمْ عِندَ رَبّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً } أي غضباً ، وبغضاً { وَلاَ يَزِيدُ الكافرين كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَاراً } أي نقصاً وهلاكاً ، والمعنى : أن الكفر لا ينفع عند الله حيث لا يزيدهم إلاّ المقت ، ولا ينفعهم في أنفسهم حيث لا يزيدهم إلاّ الخسار .

/خ45