اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَـٰٓئِفَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيۡهِ كُفۡرُهُۥۖ وَلَا يَزِيدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ كُفۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ إِلَّا مَقۡتٗاۖ وَلَا يَزِيدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ كُفۡرُهُمۡ إِلَّا خَسَارٗا} (39)

قوله تعالى : { هُوَ الذي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأرض } أي خلف بعضكم بضعاً وقيل : جعلكم أمة واحدة خلت من قبلها ما ينبغي أن يعتبر به{[45498]} فجعلكم خلائف في الأرض أي خليفة بعد خليفة تعلمون حال الماضين وترضون{[45499]} بحالهم ، فمن كفر بعد هذا كله «فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ » أي وبالُ كُفْرِهِ «وَلاَ يَزِيدُ الكَافِرينَ كُفْرِهُمْ عِنْدَ رَبِّهْم إلاَّ مَقْتاً » أي عضباً لأن الكافر ( و ){[45500]} السابق كان ممقُوتاً{[45501]} «وَلاَ يَزِيدُ الكَافِرينَ كُفْرُهُمْ إلاَّ خَسَاراً » أي الكفر لا ينفع عن الله حيث لاي يزد إلا المقت ولا ينفعهم في أنفسهم حيث لا يفيدهم إلا الخسار لأنه العمر كرأسِ ( مالٍ ){[45502]} من اشترى به رضى اللَّهَ رِبحَ ومن اشترى به سخطه خَسِرَ{[45503]} .


[45498]:نقله البغوي 5/305 .
[45499]:نقله الرازي في المرجع السابق .
[45500]:زيادة من ((أ)) لا معنى لها .
[45501]:في ((ب)) محقوقا .
[45502]:سقط من ((ب)) .
[45503]:الرازي 26/31 .