فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَـٰٓئِفَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيۡهِ كُفۡرُهُۥۖ وَلَا يَزِيدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ كُفۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ إِلَّا مَقۡتٗاۖ وَلَا يَزِيدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ كُفۡرُهُمۡ إِلَّا خَسَارٗا} (39)

{ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأرْضِ } جمع خليفة ، ويقال للمستخلف : خليفة وخليف ، ويجمع الأول على خلائف والثاني على خلفاء أي جعلكم أمة خالفة لمن قبلها . قال قتادة : خلفا بعد خلف وقرنا بعد قرن ، والخلف هو التالي للمتقدم ، وقيل : جعلكم خلفاء في أرضه .

{ فَمَن كَفَرَ } منكم هذه النعمة { فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ } أي عليه ضرر كفره لا يتعداه إلى غيره { وَلاَ يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلاَ مَقْتًا } أي غضبا وبغضا .

{ وَلاَ يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَ خَسَارًا } أي نقصا وهلاكا ، والمعنى أن الكفر لا ينفع عند الله حيث لا يزيدهم إلا المقت ولا ينفعهم في أنفسهم حيث لا يزيدهم إلا خسارا والتكرير لزيادة التكرير ، والتنبيه على أن اقتضاء الكفر لكل واحد من الأمرين الهائلين القبيحين بطريق الاستقلال والأصالة .