بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَـٰٓئِفَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيۡهِ كُفۡرُهُۥۖ وَلَا يَزِيدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ كُفۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ إِلَّا مَقۡتٗاۖ وَلَا يَزِيدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ كُفۡرُهُمۡ إِلَّا خَسَارٗا} (39)

ثم قال عز وجل : { هُوَ الذي جَعَلَكُمْ خلائف في الأرض } يعني : قل لهم يا محمد الله تعالى جعلكم سكان الأرض من بعد الأمم الخالية { فَمَن كَفَرَ } بتوحيد الله { فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ } يعني : عاقبة كفره وعقوبة كفره { وَلاَ يَزِيدُ الكافرين كُفْرُهُمْ عِندَ رَبّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً } وهو الغضب الشديد الذي يستوجب العقوبة .

يعني : لا يزدادون في طول أعمارهم إلا غضب الله تعالى عليهم . وقال الزجاج : المقت أشد الغضب { وَلاَ يَزِيدُ الكافرين كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَاراً } يعني : غبناً في الآخرة وخسراناً .

ثم قال عز وجل : { قُلْ أَرَأيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الذين تَدْعُونَ مِن دُونِ الله } يعني : تعبدون من دون الله { أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ الأرض } يعني : أخبروني أي شيء خلقوا مما في السماوات أو مما في الأرض من الخلق . وقال القتبي : { من } بمعنى في يعني : أروني ماذا خلقوا في الأرض . يعني : أي شيء خلقوا في الأرض كما خلق الله عز وجل { أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ في السماوات } يعني : عون على خلق السماوات والأرض . ويقال : نصيب في السماوات . اللفظ لفظ الاستفهام والشك ، والمراد به النفي . يعني : ليس لهم شرك في السماوات .