غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَـٰٓئِفَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيۡهِ كُفۡرُهُۥۖ وَلَا يَزِيدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ كُفۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ إِلَّا مَقۡتٗاۖ وَلَا يَزِيدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ كُفۡرُهُمۡ إِلَّا خَسَارٗا} (39)

1

وعظهم بأنه { هو الذي جعلكم } وفقد العاطف هنا خلاف ما في آخر " الأنعام " للعدول عن خطاب أهل الآخرة إلى خطاب أهل الدنيا . وقال ههنا { خلائف في الأرض } بزيادة " في " المفيدة لتمكن المظروف في الظرف لأجل المبالغة والترقي من الأدنى إلى الأعلى كأنه قيل : أمهلتهم وعمرتم وأمرتم على لسان الرسل بما أمرتم وجعلتم خلفاء الهالكين الماضين فأصبحتم بحالهم راضين { فمن كفر } بعد هذا كله { فعليه } وبال { كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتاً } لأن الكافر السابق ممقوت واللاحق الذي أنذروه الرسول ولم ينتبه أمقت لأنه رأى عذاب من تقدّمه ولم يتنبه { ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا } فإن العمر كرأس مال من اشترى به رضا الله ربح ومن اشترى به سخطه خسر .

/خ1