أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{يَسۡتَعۡجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِهَاۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مُشۡفِقُونَ مِنۡهَا وَيَعۡلَمُونَ أَنَّهَا ٱلۡحَقُّۗ أَلَآ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فِي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٍ} (18)

شرح الكلمات :

{ والذين آمنوا مشفقون منها } : أي خائفون وذلك لإِيمانهم فهم لا يدرون ما يكون لهم فيها من سعادة أو شقاء ولذا هم مشفقون .

{ ويعلمون أنها الحق } : أي أن الساعة حق واجبة الإِتيان لا محالة .

المعنى :

وقوله { يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها } أي الذين لا يؤمنون بالبعث الآخر والجزاء فيه هم الذين يكالبون بإتيانها في غير وقتها ويستعجلون الرسول بها بقولهم متى الساعة ؟ أما المؤمنون بالبعث والجزاء فإنهم مشفقون أي خائفون من وقوعها لأنهم لا يدرون مصيرهم فيها ولا يعلمون ما هم صائرون إليه من سعادة أو شقاء وقوله { ويعلمون أنها الحق } أي والمؤمنون يعلمون أن الساعة حق واجبة الوقوع ليحكم الله فيها بين عباده ويجزى كل واحد بعمله ، ويقتصُّ فيها من المظلوم للظالم فلذا هي واقعة حتما لا تتخلف أبدا .

وقوله تعالى : { ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد } يخبر تعالى مؤكداً الخبر بأن الذين يشككون في الساعة ويجادلون في صحة وقوعها في ضلال عن الهدى والصواب والرشد ، بعيد لا يرجى لهم معه العودة إلى الصواب والهدى في هذه المسالة من مسائل العقيدة .

الهداية :

من الهداية :

- المستعجلون بالساعة هم الكافرون الجاحدون لها .