تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَسۡتَعۡجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِهَاۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مُشۡفِقُونَ مِنۡهَا وَيَعۡلَمُونَ أَنَّهَا ٱلۡحَقُّۗ أَلَآ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فِي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٍ} (18)

الآية 18 وقوله تعالى : { يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها } كان استعجالهم بها استهزاءً منهم وتكذيبا /490-ب/ لها{[18713]} أنها كائنة ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوعدهم بها ، ويخبر أنها كائنة ، فكانوا يستعجلون استعجال تكذيب لها .

وقوله تعالى : { والذين آمنوا مُشفقون منها ويعلمون أنها الحق } لأن لأهل{[18714]} الإيمان والتوحيد زلاّت ومساوئ ، لم يتبين لهم التجاوز عنها والعفو عنها ، فيكونون{[18715]} أبدا خائفين مُشفقين بتلك الزّلات والمساوئ وما يكون فيها من الأهوال والأفزاع . فأما أهل الكفر منهم ، لا يؤمنون بها ، ولا يصدّقون أنها كائنة ، فلا يخافونها وما فيها من الأهوال .

وقوله تعالى : { ألا إن الذين يُمارون في الساعة لفي ظلال بعيد } قوله : { يمارون } يحتمل يجادلون ، ويخاصمون فيما أنها ليست بكائنة ، ويحتمل { يمارون } في الرّيبة ، وهو الرّيب والشك ، أي يشكّون فيها .

ودلّ قوله : { لفي ضلال بعيد } أنهم لا يؤمنون أبدا .


[18713]:في الأصل وم: لهم.
[18714]:في الأصل وم: أهل.
[18715]:في الأصل وم: فيكون.