الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَسۡتَعۡجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِهَاۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مُشۡفِقُونَ مِنۡهَا وَيَعۡلَمُونَ أَنَّهَا ٱلۡحَقُّۗ أَلَآ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فِي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٍ} (18)

ثم قال تعالى : { يستعجل بها الذين لا يومنون بها والذين آمنوا مشفقون منها } أي : يستعجلك بمجيئها يا محمد الذين لا يؤمنون بها ينكرون مجيئها ، يظنون أنها غير جائية ، وذلك قولهم : { متى هذا الوعد إن كنتم صادقين }{[60810]} .

فهم يسألون عن حدوث كونها على جهة التكذيب لمجيئها .

والذين آمنوا بها ، ولعموا أنها ستأتي مشفقون منها ، أي : وجلون خائفون من مجيئها لصحة وقوع ذلك عندهم وكونه ، لأنهم لا يدرون ما الله فاعل بهم فيها .

{ ويعلمون أنها الحق } أي : ويوقنون أن مجيئها حق يقين . ثم قال تعالى : { ألا إن الذين يمارون في الساعة } أي : يجادلون الناس فيها أنها لا تقوم .

{ لفي ظلال بعيد } أي : لفي جور عن الصواب ، بعيد عن الحق ، لأنهم كفروا معاندة ودفعا للحق .


[60810]:الملك آية 25.