اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يَسۡتَعۡجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِهَاۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مُشۡفِقُونَ مِنۡهَا وَيَعۡلَمُونَ أَنَّهَا ٱلۡحَقُّۗ أَلَآ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فِي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٍ} (18)

فصل

قال مقاتل : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الساعة وعنده قوم من المشركين فقالوا مستهزءين : متى تكون الساعة ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية : { يَسْتَعْجِلُ بِهَا الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا } ظناً منهم أنهم غير آتية { والذين آمَنُواْ مُشْفِقُونَ } خائفون { مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الحق } أي أنها آتية لا ريب فيها ، ثم قال : { أَلاَ إِنَّ الذين يُمَارُونَ } يخاصمون . وقيل : يدخلهم المرية والشك{[49184]} في «وُقُوع الساعة » لفي ضلالٍ بعيدٍ ؛ لأن استيفاء{[49185]} حقِّ المظلوم من الظالم واجب في العدل فلو لم تحصل القيامة لزم إسناد الظلم إلى الله عز وجل ، وهذا من أمحل المحالات ، فلا جرم كان إنكار القيامة ضلالاً بعيداً .


[49184]:انظر البغوي والخازن 6/120.
[49185]:هذا قول الرازي في تفسيره 27/160.