{ يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا } استعجال استهزاء منهم وتكذيبا بمجيئها ، فلا يشفقون منها { وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا } أي خائفون وجلون من مجيئها ، أي فلا يستعجلونها ، ففي الآية احتباك حيث ذكر الاستعجال أولا ، وحذف الإشفاق ، وذكر الإشفاق ثانيا وحذف الاستعجال . قال مقاتل لأنهم لا يدرون ما يهجمون عليه وقال الزجاج لأنهم يعلمون أنهم محاسبون ومجزيون .
{ وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ } أي أنها آتية لا ريب فيها ، وكائنة لا محالة ومثل هذا قوله { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } ثم بين ضلال الممارين فيها فقال :
{ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ } أي يخاصمون فيها مخاصمة شك وريبة من المماراة ، وهي المخاصمة والمجادلة أو من المرية وهي الشك والريبة { لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ } عن الحق لأنهم لم يتفكروا في الموجبات للإيمان بها من الدلائل التي هي مشاهدة لهم ، منصوبة لأعينهم ، مفهومة لعقولهم ولو تفكروا لعلموا أن الذي خلقهم ابتداء قادر على الإعادة ، وقد دل الكتاب والسنة على وقوعها ، والعقول تشهد على أنه لابد من دار جزاء والبعث أشبه الغائبات بالمحسوسات فمن لم يهتد لتجويزه فهو أبعد عن الاهتداء إلى ما وراءه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.