التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

{ تجري بأعيننا } عبارة عن حفظ الله ورعيه لها .

{ جزاء لمن كان كفر } أي : جزاء لنوح : وقيل : جزاء لله تعالى والأول أظهر وانتصب جزاء على أنه مفعول من أجله والعامل فيه ما تقدم من فتح أبواب السماء وما بعده من الأفعال أي : جعلنا ذلك كله جزاء لنوح ويحتمل أن يكون قوله كفر من الكفر بالدين والتقدير لمن كفر به فحذف الضمير أو يكون من الكفر بالنعمة لأن نوحا عليه السلام نعمة من الله كفرها قومه فلا يحتاج على هذا إلى الضمير المحذوف .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

قوله : { تجري بأعيينا } أي تجري السفينة وسط المياه العظيمة المائجة المضطربة { بأعيننا } أي بحفظنا وكلاءتنا ، وعلى مرأى منا فلا يمسهم سوء ولا أذى . وهذه واحدة من معجزات كونية مقدورة قد كتبها الله لتنجيه الفئة القليلة من المؤمنين . وذلكم النصر يكتبه الله لعباده المؤمنين المتقين الصابرين الذين تحيط بهم الشدائد والمخاوف والمكاره من كل جانب ، وهم بالرغم من كل ذلك سائرون على هدى من الله ، ما ضون على طريقه المستقيم ، يدعون الناس إلى منهج الله القويم ، ثابتين صابرين غير مرتابين ولا مترددين .

قوله : { جزاء لمن كان كفر } جزاء ، منصوب على أنه مفعول لأجله . أي فعل الله بقوم نوح ما فعل من التغريق والاستئصال بالطوفان ، عقابا لهم على كفرهم بالله وجحودهم آلاءه ونعمه وتكذيبهم ورسوله ، وصدهم عن سبيله صدودا .