التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدٗاۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ قَدۡ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيۡكُمۡ ذِكۡرٗا} (10)

{ قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا } الذكر هنا هو : القرآن والرسول هو : محمد صلى الله عليه وسلم وإعراب رسولا مفعول بفعل مضمر تقديره أرسل رسولا وهذا الذي اختاره ابن عطية وهو أظهر الأقوال وقيل : إن الذكر والرسول معا يراد بهما القرآن والرسول على هذا بمعنى الرسالة وقيل : إنهما يراد بهما القرآن على حذف مضاف تقديره ذكرا ذا رسول وقيل : رسولا مفعول بالمصدر الذي هو الذكر وقال الزمخشري : الرسول هو جبريل بدل من الذكر لأنه نزل به أو سمي ذكرا لكثرة ذكره لله وهذا كله بعيد .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدٗاۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ قَدۡ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيۡكُمۡ ذِكۡرٗا} (10)

قوله : { أعد الله لهم عذابا شديدا } وذلك تأكيد من الله على أن عذاب الظالمين العصاة أليم شديد .

قوله : { فاتقوا الله ياأولي الألباب } يخاطب الله أولي العقول الراجحة النيّرة فهم خليق بهم أن يوقنوا ويبادروا التصديق والطاعة بما أوتوه من نعمة العقل المستنير . وبذلك يأمر الله عباده من أولي العقول والنّهى أن يخشوه ويطيعوه ويجتنبوا معاصيه .

قوله : { الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا } الذين بدل من أولي الألباب . أو نعت لهم . يعني يا أولي الألباب الذين آمنتم بالله ، اتقوا الله الذي أنزل إليكم القرآن . أي خافوه وأطيعوا أمره واجتنبوا معاصيه .