السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدٗاۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ قَدۡ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيۡكُمۡ ذِكۡرٗا} (10)

ثم استأنف الجواب عمن يقول هل لها غير هذا في غير هذه الدار بقوله تعالى : { أعد الله } أي : الملك الأعظم { لهم } بعد الموت وبعد البعث { عذاباً شديداً } وفي ذلك تكرير للوعيد وبيان لما يوجب التقوى المأمور بها { فاتقوا الله } أي : الذي له الأمر كله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه { يا أولي الألباب } أي : يا أصحاب العقول الصافية النافذة من الظواهر إلى البواطن ، وقوله تعالى : { الذين آمنوا } منصوب بإضمار أعني بياناً للمنادى في قوله تعالى : { يا أولي الألباب } أو يكون عطف بيان للمنادى أو نعتاً له ، أي : خلصوا من دائرة الشرك وأوجدوا الإيمان حقيقة { قد أنزل الله } أي : الذي له صفات الكمال { إليكم ذكراً } هو القرآن .