إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدٗاۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ قَدۡ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيۡكُمۡ ذِكۡرٗا} (10)

{ أَعَدَّ الله لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً } تكريرٌ للوعيدِ وبيانٌ لكونِه مترقباً كأنَّه قيلَ أعدَّ الله لهم هَذا العذابَ { فاتقوا الله يا أولي الألباب } ويجوزُ أن يرادَ بالحسابِ استقصاءُ ذنوبهِم وإثباتُها في صحائفِ الحفظةِ وبالعذابِ ما أصابَهُم عاجلاً ، وقد جُوِّزَ أن يكونَ عتتْ وما عُطفَ عليهِ صفةً للقريةِ وأعدَّ لهم جواباً لقولِه تعالَى كأَيِّن { الذين آمنوا } منصوبٌ بإضمارِ أعنِي بياناً للمُنادَى أو عطفُ بيانٍ لهُ أو نعتٌ ، وفي إبدالهِ منهُ ضعفٌ لتعذرِ حلولِهِ محلَّه . { قَدْ أَنزَلَ الله إِلَيْكُمْ ذِكْراً } هو جبريلَ عليهِ السلامُ سمِّيَ بهِ لكثرةِ ذكرِهِ أو لنزولِه بالذِكر الذي هُو القرآنُ كما ينبئُ عنْهُ إبدالُ قولِه تعالَى { رَسُولاً } .