المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدٗاۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ قَدۡ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيۡكُمۡ ذِكۡرٗا} (10)

وقوله تعالى : { أعد الله لهم عذاباً شديداً } يظهر منه أنه بيان لوجه خسران عاقبتهم ، فيتأبد بذلك أن تكون المحاسبة والتعذيب والذوق في الدنيا ، ثم ندب تعالى { أولي الألباب } إلى التقوى تحذيراً ، وقوله تعالى : { الذين آمنوا } صفة ل { أولي الألباب } ، وقرأ نافع وابن عامر : «صالحاً ندخله » بالنون ، وكذلك روى المفضل عن عاصم ، وقرأ الباقون : «يدخله » بالياء ، وقوله تعالى : { قد أنزل الله إليكم ذكراً رسولاً } اختلف الناس في تقدير ذلك ، فقال قوم من المتأولين : المراد بالاسمين القرآن ف «رسول » يعني رسالة ، وذلك موجود في كلام العرب .