تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالَ فَعَلۡتُهَآ إِذٗا وَأَنَا۠ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ} (20)

{ قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا } أي : في تلك الحال ، { وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ } أي : قبل أن يوحى إليّ وينعم الله عليَّ بالرسالة والنبوة{[21701]} .

قال ابن عباس ، رضي الله عنهما ، ومجاهد ، وقتادة ، والضحاك ، وغيرهم : { وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ } أي : الجاهلين .

قال ابن جُرَيْج : وهي كذلك في قراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .


[21701]:- في ف : "بالنبوة والرسالة".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالَ فَعَلۡتُهَآ إِذٗا وَأَنَا۠ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ} (20)

القائل هنا هو موسى عليه السلام والضمير في قوله { فعلتها } لقتله القبطي ، وقوله { إذاً } صلة في الكلام وكأنها بمعنى حينئذ{[8915]} ، وقوله { وأنا من الضالين } قال ابن زيد معناه من الجاهلين بأن وكزتي إياه تأتي على نفسه ، وقال أبو عبيدة معناه من الناسين لذلك ، ونزع بقوله تعالى أن تضل إحداهما{[8916]} ، وفي قراءة عبد الله بن مسعود وابن عباس «وأنا من الجاهلين » ويشبه أن تكون هذه القراءة على جهة التفسير{[8917]} .


[8915]:قال أبو حيان في (البحر) تعقيبا على كلام ابن عطية: "وليس بصلة، بل هي حرف معنى، وقوله: "وكأنها بمعنى حينئذ" ينبغي أن يجعل قوله تفسير معنى، إذ لا يذهب أحد إلى أن (إذا) ترادف من حيث الإعراب (حينئذ)".
[8916]:من الآية 282 من سورة البقرة، وذلك أن المتأولين قالوا: إن [تضل] بمعنى "تنسى" بدليل قوله تعالى بعد ذلك : {فتذكر إحداهما الأخرى} والتذكير يكون للناسي.
[8917]:وقال الزمخشري: "من الفاعلين فعل أولي الجهل، كما قال يوسف لإخوته: {إذ أنتم جاهلون}.