{ قَالَ } أي الملك مجيبًا لزكريا عما استعجب منه : { كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ } أي : إيجاد الولد منك ومن زوجتك هذه لا من غيرها { هَيِّنٌ } أي : يسير سهل على الله .
ثم ذكر له ما هو أعجب مما سأل عنه ، فقال : { وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا } كما قال تعالى : { هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا } [ الإنسان : 1 ]
{ قال } أي الله تعالى أو الملك المبلغ للبشارة تصديقا له . كذلك الأمر كذلك ، ويجوز أن تكون الكاف منصوبة ب { قال } في : { قال ربك } وذلك إشارة إلى مبهم يفسره . { هو علي هين } ويؤيد الأول قراءة من قرأ " وهو على هين " أي الأمر كما قلت ، أو كما وعدت وهو على ذلك يهون علي ، أو كما وعدت وهو علي هين لا أحتاج فيما أريد أن أفعله إلى الأسباب ، ومفعول قال الثاني محذوف . { وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا } بل كنت معدوما صرفا ، وفيه دليل على أن المعدوم ليس بشيء ، وقرأ حمزة والكسائي " وقد خلقناك " .
وقوله { قال كذلك } قيل إن المعنى قال له الملك { كذلك } فليكن الوجود كما قيل لك { قال ربك } خلق الغلام { عليّ هين } ، أي غير بدع فكما { خلقتك من قبل } وأخرجتك من عدم الى وجود كذلك أفعل الآن ، وقال الطبري : معنى قوله { كذلك } أي الأمران اللذان ذكرت من المرأة العاقر والكبر هو { كذلك } ولكن { قال ربك } قال القاضي والمعنى عندي قال الملك { كذلك } أي على هذه الحال { قال ربك هو علي هين } . وقرأ الجمهور «وقد خلقتك » وقرأ حمزة الكسائي «وقد خلقناك » . وقوله { ولم تك شيئاً } أي موجوداً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.