ثم أجاب الله سبحانه على هذا السؤال المشعر بالتعجب والاستبعاد بقوله : { قَالَ كذلك قَالَ رَبُّكَ } الكاف في محل رفع ، أي الأمر كذلك ، والإشارة إلى ما سبق من قول زكريا ، ثم ابتدأ بقوله : { قَالَ رَبُّكِ } ويحتمل أن يكون محله النصب على المصدرية ، أي : قال قولاً مثل ذلك ، والإشارة بذلك إلى مبهم يفسره قوله : { هُوَ عَلَيَّ هَيّنٌ } وأما على الاحتمال الأوّل فتكون جملة { هُوَ عَلَىَّ هَيّنٌ } مستأنفة مسوقة لإزالة استبعاد زكريا بعد تقريره ، أي قال : هو مع بعده عندك ، عليّ هين ، وهو فيعل من هان الشيء يهون إذا لم يصعب ولم يمتنع من المراد .
قال الفراء : أي خلقه عليّ هين { وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً } هذه الجملة مقرّرة لما قبلها . قال الزجاج : أي فخلق الولد لك كخلقك ، والمعنى : أن الله سبحانه خلقه ابتداء وأوجده من العدم المحض ، فإيجاد الولد له بطريق التوالد المعتاد أهون من ذلك وأسهل منه ، وإنما لم ينسب ذلك إلى آدم عليه السلام لكونه المخلوق من العدم حقيقة بأن يقول : وقد خلقت أباك آدم من قبل ولم يك شيئاً ، للدلالة على أن كل فرد من أفراد البشر له حظ من إنشاء آدم من العدم . قرأ أهل المدينة وأهل مكة والبصرة وعاصم وابن عامر { وقد خلقتك من قبل } وقرأ سائر الكوفيين : «وقد خلقناك من قبل » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.