محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٞ وَقَدۡ خَلَقۡتُكَ مِن قَبۡلُ وَلَمۡ تَكُ شَيۡـٔٗا} (9)

( 9 ) { قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ( 9 ) } .

{ قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا } أي من إنسان ونطفة وعلقة وعناصر ، ثم وجدت .

قال الزمخشري : فإن قلت : لم طلب أولا ، وهو وامرأته على صفة العتي والعقر ، فلما أسعف بطلبته استبعد واستعجب ؟ قلت : ليجاب بما أجيب به ، فيزداد المؤمنون إيقانا ، ويرتدع المبطلون . وإلا فمعتقد زكريا أولا وآخرا ، كان على منهاج واحد ، في أن الله غني عن الأسباب . انتهى .

وقال أبو السعود : إنما قاله عليه السلام ، مع سبق دعائه بذلك وقوة يقينية بقدرة الله ، لا سيما بعد مشاهدته للشواهد المذكورة في سورة آل عمران ، استعظاما لقدرة الله تعالى ، وتعجيبا منها ، واعتدادا بنعمته تعالى عليه في ذلك ، بإظهار أنه من محض لطف الله عز وعلا وفضله . مع كونه في نفسه من الأمور المستحيلة عادة ، لا استبعادا له . وقيل : كان ذلك منه استفهاما عن كيفية حدوثه . أي : أيكون الولد ونحن كذلك ؟ فقيل : كذلك . أي يكون الولد وأنتما كذلك .