تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالَ إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا} (30)

قال : { إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ } أول شيء تكلم به أن نزه جناب ربه تعالى{[18805]} وبرأ الله عن الولد ، وأثبت لنفسه العبودية لربه .

وقوله : { آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا } : تبرئة لأمه مما نسبت إليه من الفاحشة .

قال نوف البكالي : لما قالوا لأمه ما قالوا ، كان يرتضع ثديه ، فنزع الثدي من فمه ، واتكأ على جنبه الأيسر ، وقال : { إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا } إلى قوله : { مَا دُمْتُ حَيًّا }

وقال حماد بن سلمة ، عن ثابت البُنَاني : رفع إصبعه السبابة فوق منكبه ، وهو يقول : { إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا } الآية .

وقال عكرمة : { آتَانِيَ الْكِتَابَ } أي : قضى أنه{[18806]} يؤتيني الكتاب فيما قضى .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن المصفى ، حدثنا يحيى بن سعيد{[18807]} عن عبد العزيز بن زياد ، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : كان عيسى ابن مريم قد درس الإنجيل وأحكمه{[18808]} في بطن أمه فذلك قوله : { إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا } .

يحيى بن سعيد العطار الحمصي : متروك .


[18805]:في ف، أ: "عز وجل".
[18806]:في ف، أ: "أن".
[18807]:في أ: "يحيى بن سعيد العطار".
[18808]:في أ: "وأحكمها".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قَالَ إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا} (30)

{ قال إني عبد الله } أنطقه الله تعالى به أولا لأنه أول المقامات وللرد على من يزعم ربوبيته . { آتاني الكتاب } الإنجيل . { وجعلني نبيا } .