فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا} (30)

{ قال إني عبد الله } فكان أول ما نطق به الاعتراف بالعبودية لله ، لئلا يتخذوه إلها وفيه إزالة التهمة عن الأم لأن الله لم يختص بهذه المرتبة العظيمة من ولد في الزنا ، ووصف نفسه بصفات ثمانية ، أولها العبودية وآخرها تأمين الله له في أخوف المقامات { آتاني الكتاب } أي الإنجيل { وجعلني نبيا } أي حكم لي بإيتاء الكتاب ، والنبوة في الأزل وإن لم يكن قد نزل عليه في تلك الحال ولا قد صار نبيا ، وقيل إنه آتاه الكتاب وجعله نبيا في تلك الحال وهو بعيد جدا .

وعن أنس قال : كان عيسى قد درس الإنجيل وأحكامها في بطن أمه فذلك قوله آتاني الكتاب ، وهو أبعد ، وقال عكرمة : قضى أن أكون كذلك ، ومثله قوله صلى الله عليه وسلم كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد{[1160]} . .


[1160]:لم يروى هذا الحديث في كتاب من الكتب المعتبرة كالصحاح والمساند والسنن والمعاجم والمستدركات وإنما رواه صاحب الحلية عن ميسرة الفحل ابن سعد ابن أبي الجدعاء.