البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قَالَ إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا} (30)

وروي أنه قام متكئاً على يساره وأشار إليهم بسبابته اليمنى ، وأنطقه الله تعالى أولاً بقوله { إني عبد الله آتاني الكتاب } ردّاً للوهم الذي ذهبت إليه النصارى .

وفي قوله { عبد الله } والجمل التي بعده تنبيه على براءة أمّه مما اتهمت به لأنه تعالى لا يخص بولد موصوف بالنبوة والخلال الحميدة إلاّ مبرأة مصطفاة و { الكتاب } الإنجيل أو التوراة أو مجموعهما أقوال .

وظاهر قوله { وجعلني نبياً } أنه تعالى نبأه حال طفوليته أكمل الله عقله واستنبأه طفلاً .

وقيل : إن ذلك سبق في قضائه وسابق حكمه ، ويحتمل أن يجعل الآتي لتحققه كأنه قد وجد