إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَ إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا} (30)

{ قَالَ } استئنافٌ مبنيّ على سؤال نشأ من سياق النظمِ الكريم ، كأنه قيل : فماذا كان بعد ذلك ؟ فقيل : قال عيسى عليه السلام : { إني عَبْدُ الله } أنطقه الله عز وجل بذلك آثرَ ذي أثيرٍ تحقيقاً للحق وردًّا على من يزعُم ربوبيته ، قيل : كان المستنطِقُ لعيسى زكريا عليهما الصلاة والسلام ، وعن السدي رضي الله عنه : لما أشارت إليه غضِبوا وقالوا : لَسُخرَيتُها بنا أشدُّ علينا مما فعلت ، وروي أنه عليه السلام كان يرضَع فلما سمع ذلك ترك الرَّضاعَ وأقبل عليهم بوجهه واتكأ على يساره وأشار إليهم بسبابته فقال ما قال الخ ، وقيل : كلمهم بذلك ثم لم يتكلم حتى بلغ مبلغاً يتكلم فيه الصبيان { آتاني الكتاب } أي الإنجيلَ { وجعلني نَبِيّاً } .