تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لَتَرَوُنَّ ٱلۡجَحِيمَ} (6)

ثم قال : { لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ } هذا تفسير الوعيد المتقدم ، وهو قوله : { كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ } تَوعَّدَهم بهذا الحال ، وهي رؤية النار{[30469]} التي إذا زفرت زفرة خَرَّ كل ملك مقرب ، ونبي مرسل على ركبتيه ، من المهابة والعظمة ومعاينة الأهوال ، على ما جاء به الأثر المروي في ذلك .


[30469]:- (8) في م: "أهل النار".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لَتَرَوُنَّ ٱلۡجَحِيمَ} (6)

وقوله : { لَتَرُونّ الجَحِيمَ } اختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته قرّاء الأمصار : { لَتَرَوُنّ الجَحيمَ } بفتح التاء من لَتَرَوُنّ في الحرفين كليهما ، وقرأ ذلك الكسائي بضم التاء من الأولى ، وفتحها من الثانية .

والصواب عندنا في ذلك الفتح فيهما كليهما ، لإجماع الحجة عليه . وإذا كان ذلك كذلك ، فتأويل الكلام : لترونّ أيها المشركون جهنم يوم القيامة ، ثم لترونها عيانا لا تغيبون عنها .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : { ثُمّ لَتَرَوُنّها عَيْنَ الْيَقِينِ } يعني : أهل الشرك .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{لَتَرَوُنَّ ٱلۡجَحِيمَ} (6)

ولا يجوز أن يكون قوله( لترون ) الجحيم جوابا له ؛ لأنه محقق الوقوع ؛ بل هو جواب قسم محذوف أكد به الوعيد ، وأوضح به ما أنذرهم منه بعد إبهامه تفخيما ، وقرأ ابن عامر والكسائي بضم التاء .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لَتَرَوُنَّ ٱلۡجَحِيمَ} (6)

ثم أخبر تعالى الناس أنهم يرون الجحيم ، وقرأ ابن عامر والكسائي : «لتُرون » بضم التاء ، وقرأ الباقون بفتحها ، وهي الأرجح ، وكذلك في الثانية ، وقرأ علي بن أبي طالب بفتح التاء الأولى وضمها في الثانية ، وروي ضمها عن ابن كثير وعاصم . و «ترون » أصله ترأيون نقلت حركة الهمزة إلى الراء ، وقلبت الياء ألفاً لحركتها بعد مفتوح ، ثم حذفت الألف لسكونها وسكون الواو بعدها ، ثم جلبت النون المشددة فحركت الواو بالضم لسكونها وسكون النون الأولى من المشددة إذ قد حذفت نون الإعراب للبناء . وقال ابن عباس : هذا خطاب للمشركين ، فالمعنى على هذا أنها رؤية دخول وصلي وهو " عين اليقين " . وقال آخرون : الخطاب للناس كلهم ، فهي كقوله تعالى { وإن منكم إلا واردها }{[11966]} فالمعنى أن الجميع يراها ، ويجوز الناجي ، ويتكردس فيها الكافر .


[11966]:من الآية 71 من سورة مريم.