فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لَتَرَوُنَّ ٱلۡجَحِيمَ} (6)

{ لترون الجحيم } في الآخرة ؛ وعيد بعد وعيد .

{ كلا لو تعلمون علم اليقين . ( 5 ) لترون الجحيم( 6 ) } وتكرار { كلا } يفيد التوكيد ، والمبالغة في الزجر والتنبيه ؛ لو تعلمون اليوم من هول البعث ما سيكون ، ومن عظم الجزاء ما إليه تصيرون ، لتجلت لكم حقيقة جهنم كأنما تقاسون من حرها ، لا تتمارون في وجودها ، ولا تتوانون في توقي لفحها وسمومها ، جواب قسم مضمر أكد به الوعيد ، وشدد به التهديد ، وأوضح به ما أنذروه بعد إبهامه تفخيما ، ولا يجوز أن يكون جواب لو الامتناعية لأنه محقق الوقوع ، وجوابها لا يكون كذلك ؛ وقيل : يجوز ، ويكون المعنى : سوف تعلمون الجزاء ، ثم قال سبحانه : لو تعلمون الجزاء علم اليقين الآية { لترون الجحيم } يعني : تكون الجحيم دائما في نظركم لا تغيب عنكم ، وهو كما ترى { ثم لترونها } تكرير للتأكيد ، و{ ثم } للدلالة على الأبلغية ، وجوز أن تكون الرؤية الأولى : { إذا رأتهم من مكان بعيد } والثاني : إذا ورودها أو إذا دخلوها . . { عين اليقين } أي الرؤية التي هي نفس اليقين ، فإن الانكشاف بالرؤية والمشاهدة فوق سائر الانكشافات ، فهو أحق بأن يكون عين اليقين{[12864]} .


[12864]:- ما بين العارضتين أورده الألوسي.