قوله : { لَتَرَوُنَّ الجحيم } جواب قسم مقدر ، أي : لترون الجحيم في الآخرة .
والخطاب للكفار الذين وجبت لهم النار .
وقيل : عام [ كقوله تعالى : { وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا } [ مريم : 71 ] فهي للكفار دار ، وللمؤمنين مَمَرّ ]{[60788]} .
وقرأ{[60789]} ابن عامر ، والكسائي : «لتُروُنَّ » مبنياً للمفعول ، وهي مفعولة من «رأى » الثلاثي أي : أريته الشيء ، فاكتسب مفعولاً آخر ، فقام الأول مقام الفاعل ، وبقي الثاني منصوباً .
والباقون مبنياً للفاعل ، جعلوه غير منقول ، فتعدى لواحد فقط ، فإن الرؤية بصرية .
وأمير المؤمنين ، وعاصم ، وابن كثير{[60790]} في رواية عنهم : بالفتح في الأول ، والضم في الثاني ، يعني : لترونها .
ومجاهد ، وابن أبي عبلة ، وأشهب{[60791]} : بضمها فيهما .
والعامة على أن الواوين لا يهمزان ؛ لأن حركتهما عارضة .
وقد نصّ مكي ، وأبو البقاء ، على عدم جوازه ، وعللا بعروض الحركة .
وقرأ الحسن وأبو عمرو{[60792]} -بخلاف عنهما- بهمز الواوين استثقالاً لضمة الواو .
قال الزمخشري{[60793]} : «هِيَ مُسْتكرَهة » ، يعني لعروض الحركة عليها ، إلا أنهم قد همزوا ما هو أولى لعدم الهمز من هذه الواو ، نحو : { اشتروا الضلالة } [ البقرة : 16 ] همزوا واو «اشترؤا » مع أنها حركة عارضة ، وتزول في الوقف ، وحركة هذه الواو ، وإن كانت عارضة ، إلا أنَّها غير زائلة في الوقف ، فهو أولى بهمزها .
قوله : { ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ اليقين } هذا مصدر مؤكد ، كأنه قيل : رؤية اليقين نفياً لتوهم المجاز في الرؤية الأولى .
وقال أبو البقاء{[60794]} : لأن «رأى » ، و «عاين » بمعنى .
معنى الكلام : «لتَرَوُنَّ الجَحِيمَ » بأبصاركم على البعد ، «ثُمَّ لتَروُنَّهَا عَيْنَ اليَقِينِ » أي : مشاهدة .
وقيل : { لَوْ تَعْلَمُونَ عِلمَ اليَقِينَ } ، معناه : «لَوْ تَعْلَمُونَ » اليوم في الدنيا «عِلمَ اليَقِينِ » بما أمامكم مما وصفت «لَتَروُنَّ الجَحِيم » بعيون قلوبكم ، فإن علم اليقين يريك الجحيم بعين فؤادك ، وهو أن يصور لك نار القيامة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.