تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قُلۡ أَرَءَيۡتَكُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُ ٱللَّهِ بَغۡتَةً أَوۡ جَهۡرَةً هَلۡ يُهۡلَكُ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (47)

وقوله : { قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً } أي : وأنتم لا تشعرون به حتى بغتكم وفجأكم .

{ أَوْ جَهْرَةً } أي : ظاهرًا عيانًا { هَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ } أي : إنما : كان يحيط بالظالمين أنفسهم بالشرك بالله [ عَزَّ وجل ]{[10691]} وينجو الذين كانوا يعبدون الله وحده لا شريك له ، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون . كما قال تعالى { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ [ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ] {[10692]} } [ الأنعام : 82 ] .


[10691]:زيادة من أ.
[10692]:زيادة من م، أ، وفي هـ: "الآية".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قُلۡ أَرَءَيۡتَكُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُ ٱللَّهِ بَغۡتَةً أَوۡ جَهۡرَةً هَلۡ يُهۡلَكُ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (47)

القول في تأويل قوله تعالى : { قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاّ الْقَوْمُ الظّالِمُونَ } . .

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد لهؤلاء العادلين بربهم الأوثان المكذّبين بأنك لي رسولي إليهم ، أخبروني إن أتاكم عذاب الله وعقابه على ما تشركون به من الأوثان والأنداد ، وتكذيبكم إياي بعد الذي قد عاينتم من البرهان على حقيقة قولي . بَغْتَةً يقول : فجأة على غرّة لا تشعرون . أوْ جَهْرَةً يقول : أو أتاكم عذاب الله وأنتم تعاينونه وتنظرون إليه . هَلْ يُهْلَك إلاّ القَوْم الظّالِمُونَ يقول : هل يهلك الله منا ومنكم إلاّ من كان يعبد غير من يستحقّ علينا العبادة وترك عبادة من يستحق علينا العبادة . وقد بينا معنى الجَهْرة في غير هذا الموضع بما أغنى عن إعادته وأنها من الإجهار ، وهو إظهار الشيء للعين . كما :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : جَهْرَةً قال : وهم ينظرون .

حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : قُلْ أرَأيْتَكُمْ إنْ أتاكُمْ عَذَابُ اللّهِ بَغْتَةً فجأة آمنين ، أوْ جَهْرَةً وهم ينظرون .