الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قُلۡ أَرَءَيۡتَكُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُ ٱللَّهِ بَغۡتَةً أَوۡ جَهۡرَةً هَلۡ يُهۡلَكُ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (47)

قوله : { هَلْ يُهْلَكُ } هذا استفهامٌ بمعنى النفي ؛ ولذلك دخلت " إلاَّ " ، وهو استثناءٌ مفرَّغٌ ، والتقدير : ما يُهْلك إلا القوم الظالمون . وهذه الجملة الاستفهامية في موضع المفعول الثاني ل " أرأيتكم " والأولُ محذوفٌ ، وهذا من التنازع على رأي الشيخ كما تقدَّم تقريره . وقال أبو البقاء : " الاستفهامُ ههنا بمعنى التقرير ، فلذلك ناب عن جواب الشرط أي : إن أتاكمْ هَلَكْتم ، والظاهرُ ما قَدَّمْتُه ، ويجيء هنا قول الحوفي المتقدم في الآية قبلها من كون الشرط حالاً . وقرأ ابن محيصن : { هل يَهْلَكُ } مبنياً للفاعل . وتَقَدَّم الكلام أيضاً على " بَغْتة " اشتقاقاً وإعراباً " .