فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلۡ أَرَءَيۡتَكُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُ ٱللَّهِ بَغۡتَةً أَوۡ جَهۡرَةً هَلۡ يُهۡلَكُ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (47)

قوله : { قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أتاكم عَذَابُ الله } أي أخبروني عن ذلك ، وقد تقدّم تفسير البغتة قريباً أنها الفجأة . قال الكسائي : بغتهم يبغتهم بغتا وبغتة : إذا أتاهم فجأة ، أي من دون تقديم مقدّمات تدل على العذاب . والجهرة أن يأتي العذاب بعد ظهور مقدمات تدل عليه . وقيل البغتة : إتيان العذاب ليلاً ، والجهرة : إتيان العذاب نهاراً كما في قوله تعالى : { بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا } . { هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ القوم الظالمون } الاستفهام للتقرير ، أي ما يهلك هلاك تعذيب وسخط إلا القوم الظالمون . وقرئ «يهلك » على البناء للفاعل . قال الزجاج : معناه هل يهلك إلا أنتم ومن أشبهكم ؟ انتهى .

/خ47