محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قُلۡ أَرَءَيۡتَكُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُ ٱللَّهِ بَغۡتَةً أَوۡ جَهۡرَةً هَلۡ يُهۡلَكُ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (47)

ثم أشار تعالى إلى تبكيت لهم آخر بإلجائهم إلى الاعتراف باختصاص العذاب بهم بقوله سبحانه : { قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون ( 47 ) } .

{ قل أرأيتكم إن أتاكم } لإعراضكم عن الآيات بعد تصريفها { عذاب الله } أي : المستأصل لكم ، { بغتة } أي : فجأة من غير تقديم ما يشعر به ؛ إذ لم يفد ما تقدم ، { أو جهرة } بتقديمه مبالغة في إزاحة العذر . وقيل : ليلا أو نهارا ، كما في قوله تعالى : { بياتا أو نهارا } ، لما أن الغالب فيما أتى ليلا البغتة ، وفيما أتى نهارا الجهرة { هل يهلك إلا القوم الظالمون } أي : هل يهلك بذلك العذاب إلا أنتم ؟ ووضع الظاهر موضعه ، تسجيلا عليهم بالظلم ، وإيذانا بأن مناط إهلاكهم ظلمهم الذي هو وضعهم الإعراض عما صرف الله له من الآيات ، موضع الإيمان .