تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَيُسَبِّحُونَهُۥ وَلَهُۥ يَسۡجُدُونَۤ۩} (206)

وإنما ذكرهم بهذا ليتشبه بهم في كثرة طاعتهم وعبادتهم ؛ ولهذا شرع لنا السجود هاهنا لما ذكر سجودهم لله ، عز وجل ، كما جاء في الحديث : " ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ، يتمون الصفوف الأوَل ، ويتَراصُّون في الصف " {[12600]}

وهذه أول سجدة في القرآن ، مما يشرع لتاليها ومستمعها السجود بالإجماع . وقد ورد في حديث رواه ابن ماجة ، عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عدها في سجدات القرآن{[12601]}

آخر [ تفسير ]{[12602]} سورة الأعراف ، ولله الحمد والمنة .


[12600]:رواه مسلم في صحيحه برقم (430) من حديث جابر بن سمرة، رضي الله عنه.
[12601]:سنن ابن ماجة برقم (1056).
[12602]:زيادة من ك، م.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَيُسَبِّحُونَهُۥ وَلَهُۥ يَسۡجُدُونَۤ۩} (206)

القول في تأويل قوله تعالى : { إِنّ الّذِينَ عِندَ رَبّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ } . .

يقول تعالى ذكره : لا تستكبر أيها المستمع المنصت للقرآن عن عبادة ربك ، واذكره إذا قرىء القرآن تضرّعا وخيفة ودون الجهر من القول ، فإن الذين عند ربك من ملائكته لا يستكبرون عن التواضع له والتخشع ، وذلك هو العبادة . ويُسَبّحُونَهُ يقول : ويعظمون ربهم بتواضعهم له وعبادتهم . وَلهُ يَسْجُدُونَ يقول : ولله يصلون ، وهو سجودهم ، فصلوا أنتم أيضا له ، وعظموه بالعبادة كما يفعله مَن عنده من ملائكته .