إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَيُسَبِّحُونَهُۥ وَلَهُۥ يَسۡجُدُونَۤ۩} (206)

{ إِنَّ الذين عِندَ رَبّكَ } وهم الملائكةُ عليهم السلام ومعنى كونِهم عنده سبحانه وتعالى قربُهم من رحمته وفضلِه لتوفرهم على طاعته تعالى { لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ } بل يؤدونها حسبما أمروا به { وَيُسَبّحُونَهُ } أي ينزّهونه عن كل ما لا يليق بجناب كبريائه { وَلَهُ يَسْجُدُونَ } أي يخُصّونه بغاية العبوديةِ والتذللِ لا يشركون به شيئاً وهو تعريضٌ بسائر المكلفين ولذلك شُرع السجود عند قراءته . عن النبي صلى الله عليه وسلم : «إذا قرأ ابنُ آدمَ آيةَ السجدة فسجد اعتزل الشيطانُ يبكي فيقول : يا ويله{[313]} أُمر هذا بالسجود فسجد فله الجنةُ ، وأُمرت بالسجود فعصَيت فلي النار »

ختام السورة:

وعنه عليه الصلاة والسلام : « من قرأ سورةَ الأعرافِ جعل الله تعالى يوم القيامة بينه وبين إبليسَ ستراً وكان آدمُ عليه السلام شفيعاً له يوم القيامة »


[313]:جاء في لسان العرب (ويل) أن إبليس عدل عن قول "يا ويلي" وأضاف الويل إلى ضمير الغائب كراهية أن يضيف الويل إلى نفسه. قلت: وليس المراد يا ويل ابن آدم.