تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{فِي مَقۡعَدِ صِدۡقٍ عِندَ مَلِيكٖ مُّقۡتَدِرِۭ} (55)

وقوله : { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ } أي : في دار كرامة الله ورضوانه وفضله ، وامتنانه وجوده وإحسانه ، { عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ } أي : عند الملك العظيم الخالق للأشياء كلها ومقدرها ، وهو مقتدر على ما يشاء مما يطلبون ويريدون ، وقد قال الإمام أحمد :

حدثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عمرو بن أوس ، عن عبد الله بن عمرو{[27834]} - يَبلُغُ به النبي صلى الله عليه وسلم - قال : " المقسطون عند الله يوم القيامة على منابر من نور ، عن يمين الرحمن ، وكلتا يديه يمين : الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا " .

انفرد بإخراجه مسلم والنسائي ، من حديث سفيان بن عيينة ، بإسناده مثله{[27835]} .

آخر تفسير سورة " اقتربت " ، ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة


[27834]:- (1) في م: "عبد الله بن أبي عمرو" وهو خطأ.
[27835]:- (2) صحيح مسلم برقم (1827) وسنن النسائي (8/221).