لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمٖ وَأَهۡلُهَا مُصۡلِحُونَ} (117)

{ وما كان ربك } يعني وما كان ربك يا محمد { ليهلك القرى بظلم } يعني لا يهلكهم بظلم منه { وأهلها مصلحون } يعني : في أعمالهم ولكن يهلكهم بكفرهم وركوبهم السيئات ، وقيل : في معنى الآية وما كان ربك ليهلك القرى بمجرد شركهم إذا كانوا مصلحين يعني يعامل بعضهم بعضاً بالصلاح والسداد والمراد من الهلاك عذاب الاستئصال في الدنيا أما عذاب الآخرة فهو لازم لهم ولهذا قال بعض الفقهاء إن حقوق الله مبناها على المسامحة والمساهلة وحقوق العباد مبناها على التضييق والتشديد .