بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمٖ وَأَهۡلُهَا مُصۡلِحُونَ} (117)

قوله : { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القرى بِظُلْمٍ } ، يعني : لم يكن ربك يعذب أهل قرية ، { بِظُلْمٍ } بغير جرم ، { وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } يعني : موحِّدين مطيعين . وروي عن ابن عباس ، أنه قال : ما أهلك الله قوماً إلا بعملهم ، ولم يهلكهم بالشرك ، يعني : لم يهلكهم بشركهم وهم مصلحون ، لا يظلم بعضهم بعضاً ، لأن مكافأة الشرك النار ، لا دونها ، وإنما أهلكهم الله بمعاصيهم ، زيادة على شركهم ، مثل قوم صالح بعقر الناقة ، وقوم لوط بالأفعال الخبيثة ، وقوم شعيب بنقصان الكيل والوزن ، وقوم فرعون بإيذائهم موسى عليه السلام وبني إسرائيل . ويقال : { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } أي : فيهم من يأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر . وقال الفراء : لم يكن ليهلكهم ، وهم يتعاطون الحق فيما بينهم ، وإن كانوا مجرمين .