الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمٖ وَأَهۡلُهَا مُصۡلِحُونَ} (117)

قوله : { وما كان ربك ليهلك القرى بظلم {[33450]} } إلى قوله { {[33451]}للمومنين }[ 117-119 ] والمعنى : وما كان ربك يا محمد أن يهلك القرى التي قص عليك نبأها ( بظلم ) ، وأهلها مصلحون ، ولكن أهلكها بكفرها {[33452]} .

وقيل : المعنى : ما كان الله ليهلكهم بظلمهم ، أي : بشركهم ، وهم مصلحون ، لا يتظالمون بينهم ، إنما يهلكهم إذا جمعوا {[33453]} مع الشرك غيره من الفساد . ألا ترى إلى قوله في قوم لوط ؟ { ومن قبل كانوا يعملون السيئات }[ 78 ] ، يريد الشرك ، فعذبهم باللواط الذي أضافوه إلى شركهم . وأخبر الله عن قوم شعيب أنه عذبهم لنقصهم الكيل ، وأمسك عن ذكر شركهم ، وهذا قول غريب .

وقال الزجاج المعنى : ( ما كان ربك ليهلك أحدا ، وهو يظلمه كما قال {[33454]} : { إن الله لا يظلم الناس شيئا } {[33455]} .


[33450]:ط: وأهلها مصلحون.
[33451]:ق: إلى قوله إلى قوله، وهو سهو من الناسخ.
[33452]:انظر هذا المعنى في: معاني الفراء 2/31، وجامع البيان 15/530.
[33453]:ق: اجتمعوا.
[33454]:ق: قال الله.
[33455]:يونس: 44. وانظر هذا التوجيه في: معاني الزجاج 3/83.