لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{فَلَمَّآ أَتَىٰهَا نُودِيَ يَٰمُوسَىٰٓ} (11)

{ فلما أتاها } أي أتى النار ورأى شجرة خضراء من أعلاها إلى أسفلها أطافت بها ناراً بيضاء تتقد كأضوء ما يكون ، فلا ضوء النار يغير خضرة الشجرة ولا خضرة الشجرة تغير ضوء النار ، قيل كانت الشجرة ثمرة خضراء وقيل كانت من العوسج ، وقيل كانت من العليق وقيل كانت شجرة من العناب ، روي ذلك عن ابن عباس وقال أهل التفسير لم يكن الذي رآه موسى ناراً بل كان نوراً ذكر بلفظ النار لأن موسى عليه الصلاة والسلام حسبه ناراً .

قال ابن عباس : هو من نور الرب سبحانه وتعالى ، وقيل هي النار بعينها وهي إحدى حجب الرب تبارك وتعالى ، يدل عليه ما روي عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « حجابه النار لو كشفها لأهلكت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه » أخرجه مسلم قيل إن موسى أخذ شيئاً من الحشيش اليابس وقصد الشجرة فكان كلما دنا نأت عنه ، وإذا نأى دنت منه ، فوقف متحيراً وسمع تسبيح الملائكة وألقيت عليه السكينة .