إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَلَمَّآ أَتَىٰهَا نُودِيَ يَٰمُوسَىٰٓ} (11)

{ فَلَمَّا أتاها } أي النارَ التي آنسها ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : رأى شجرةً خضراءَ أطافت بها من أسفلها إلى أعلاها نارٌ بيضاءُ تتقدُ كأضْوإ ما يكون ، فوقف متعجباً من شدة ضوئها وشدةِ خُضرة الشجرة فلا النارُ تُغيّر خضرتها ولا كَثرةُ ماء الشجرة تُغيّر ضوءَها . قالوا : النارُ أربعةُ أصنافٍ : صنفٌ يأكل ولا يشرب وهي نارُ الدنيا ، وصنفٌ يشرب ولا يأكل وهي نارُ الشجرِ الأخضر ، وصنفٌ يأكل ويشرب وهي نار جهنم ، وصنفٌ لا يأكل ولا يشرب وهي نارُ موسى عليه الصلاة والسلام ، وقالوا : هي أربعةُ أنواعٍ : نوعٌ له نورٌ وإحراقٌ وهي نارُ الدنيا ، ونوع لا نورَ له ولا إحراقَ وهي نارُ الأشجار ، ونوعٌ له نورٌ بلا إحراقٍ وهي نارُ موسى عليه الصلاة والسلام ، ونوعٌ له إحراقٌ بلا نور وهي نارُ جهنم . روي أن الشجرة كانت عَوْسَجةً ، وقيل : كانت سَمُرة { نُودِي يا موسى } أي نودي فقيل : يا موسى .