لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{إِنِّيٓ أَنَا۠ رَبُّكَ فَٱخۡلَعۡ نَعۡلَيۡكَ إِنَّكَ بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوٗى} (12)

نودي يا موسى { إني أنا ربك } قال وهب : نودي من الشجرة فقيل يا موسى فأجاب سريعاً وما يدري من دعاه فقال إني أسمع صوتك ولا أرى مكانك فأين أنت ؟ فقال أنا فوقك ومعك وأمامك وخلفك وأقرب إليك منك فعلم أن ذلك لا ينبغي إلا لله تعالى فأيقن به ، وقيل إنه سمعه بكل أجزائه حتى إن كل جارحة منه كانت أذناً وقوله { فاخلع نعليك } كان السبب فيه ما روي عن ابن مسعود مرفوعاً في قوله فاخلع نعليك قال كانتا من جلد حمار ميت .

ويروى غير مدبوغ وإنما أمر بخلعها صيانة للوادي المقدس ، وقيل أمر بخلعهما ليباشر بقدميه تراب الأرض المقدسة لتناله بركتها فإنها قدست مرتين فخلعها موسى فألقاهما من وراء الوادي { إنك بالواد المقدس } أي المطهر { طوى } اسم للوادي الذي حصل فيه وقيل طوى واد مستدير عميق مثل المطوي في استدارته .