اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَلَمَّآ أَتَىٰهَا نُودِيَ يَٰمُوسَىٰٓ} (11)

قوله تعالى : { فَلَمَّا أتَاهَا نُودِيَ } ولو{[23284]} كانت تتأخر عنه حالاً بعد حالٍ لَمَا صحَّ ذلك ، ولَمَا بقي لفاء التعقيب فائدة .

والجواب : أن القاضي بنى هذا الاعتراض على مذهبه في أنّ الإرهاص غير جائز . وذلك باطل ، فبطل قوله{[23285]} ، وأما التمسك بفاء التعقيب فقريب ، لأنّ تخلل الزمان القليل بين المجيء والنداء لا يقدح في فاء التعقيب{[23286]} .

قوله : { نودي } : القائم مقام الفاعل ضمير موسى .

وقيل : ضميرُ المصدر ، أي نُودِي النداء ، وهو ضعيف . ومنعُوا أنْ يكون القائم مقامه الجملة من " يا مُوسَى " ، لأن الجملَةَ لا تكونُ فاعلاً{[23287]} .


[23284]:في ب: وإن.
[23285]:قوله: سقط من ب.
[23286]:آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي 22/16.
[23287]:انظر التبيان 2/886، اختلف في الفاعل ونائبه هل يكونان جملة أم لا؟ فالمشهور المنع مطلقا وهو مذهب البصريين وأجازه هشام وثعلب مطلقا نحو (يعجبني قام زيد). وفصل الفراء و جماعة ونسبوه لسيبويه فقالوا: إن كان الفعل قلبيا ووجد معلق عن العمل نحو: (ظهر لي أقام زيد) صح، وإلا فلا، وحملوا عليه {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننّه حتى حين} [يوسف: 35] ومنعوا (يعجبني يقوم زيد)، وأجازهما هشام وثعلب واحتجا بقوله: وما راعني إلا يـســير بشرطة *** وعهدي به قينا يسير بكير ومنع الأكثرون ذلك كله، وأولوا ما ورد يوهمه، فقالوا: في بدأ ضمير البداء، ويسير على إضمار (أن) المغني 2/428، الهمع 1/164، حاشية الصبان 2/43.