صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقۡرَءُواْ كِتَٰبِيَهۡ} (19)

{ هاؤم } أي خذوا ؛ اسم فعل أمر . والهاء في كتابيه و " حسابيه " وما ماثلهما للسكت ؛ لتظهر فتحة الياء .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقۡرَءُواْ كِتَٰبِيَهۡ} (19)

وذلك قوله عز وجل : { فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه } الهاء في كتابيه هاء الوقف .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقۡرَءُواْ كِتَٰبِيَهۡ} (19)

{ فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه } خذوا فاقرؤوا كتابي وذلك لما يرى فيه من الحسنات

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقۡرَءُواْ كِتَٰبِيَهۡ} (19)

ولما كان من المعلوم أنهم قسمان : محسن ومسيء ، وكان التقدير : فنعطي كلاًّ منكم صحيفة أعماله من أفعاله وأقواله وجميع خلائقه وأحواله ، فمنكم من تدفع إليه في يمينه فتظهر له حسناته وتستر عنه سيئاته ، ومنكم من يعطاها في شماله فتبدو له سيئاته ويمحي ما كان من حسناته ، لأنه أوتي ثوابه في الدنيا بما عجل له من طيباته ، عطف عليه مفصلاً له قوله : { فأما من أوتي } بناه للمفعول لأن دلالة السعادة الوقوع في اليمين لا من معط معين { كتابه } أي الذي أثبت فيه أعماله { بيمينه{[68035]} فيقول } لما رأى من سعادته تبجحاً بحاله وإظهاراً لنعمة ربه لأن الإنسان مطبوع على أن يظهر ما آتاه من خير تكميلاً للذته بكبت{[68036]} أعدائه وتفريح أوليائه ، قيل : إنه تكتب سيئاته في باطن صحيفته وحسناته في ظاهرها ، فيقرأ الباطن ويقرأ الناس الظاهر ، فإذا أنهاه قيل له : قد غفرها الله ، اقلب الصحيفة ، فحينئذ يكون قوله : { هاؤم } أي خذوا أيها الحاضرون من الخلائق الملائكة وغيرهم ، فيها صوت يفهم منه معنى : خذوا ، ويوصل تارة بالكاف وتارة بالهمزة ، اسم فعل ، وإنما اختارها هنا ليعلم أن خطابها لجميع أهل الموقف{[68037]} من كان منهم باطناً من الملائكة والجن وغيرهم ، ومن كان منهم ظاهراً لأن الألف عند الربانيين غيب وإحاطة كما دل عليها مخرجها ، فهي عبارة عندهم عن القائم الأعلى المحيط ، وروي معنى ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما ، والهمزة {[68038]}بدء غيبه{[68039]} ولذا كان مخرجها أقصى الحروف الحلقية دلالة على ذلك ، وبدء غيب الله سبحانه وتعالى أفعاله وهي تشمل الظاهر والخفي {[68040]}أصلها الكاف{[68041]} فهي عندهم ظهور متكامل ذو استقلال ، وهو من يكون من شأنه الظهور ، وأبناء الجنس أحق بهذا{[68042]} ، وقد دل على ذلك مخرج الكاف الذي بعد القاف من أصل اللسان الأقرب إلى وسطه ، ومفعول " ما " محذوف عند البصريين دل عليه " كتابيه {[68043]} " من قوله : { اقرءوا كتابيه * } وهاؤه للسكت ، كأنها إشارة إلى شدة الكرب في ذلك اليوم للدلالة على أنه إذا كان هذا السعيد يسكت في كل جملة للاستراحة لا يقدر في الكلام على المضي فما الظن بغيره ، وتشير{[68044]} أيضاً مع ذلك إلى فراغ الأمر ونجازة الجزم{[68045]} به والوثوق بأنه لا يغير .


[68035]:- وقع في الأصل بعد "كتابه" والترتيب من ظ وم.
[68036]:- من ظ وم، وفي الأصل: بتكتب.
[68037]:- من ظ وم، وفي الأصل: الوقف.
[68038]:- من ظ وم، وفي الأصل: به عيبه-كذا.
[68039]:- من ظ وم، وفي الأصل: به عيبه-كذا.
[68040]:- من ظ وم، وفي الأصل: لما الكافل.
[68041]:- من ظ وم، وفي الأصل: لما الكافل.
[68042]:- من ظ وم، وفي الأصل: لهذا.
[68043]:- من ظ وم، وفي الأصل: كتابه.
[68044]:- من ظ وم، وفي الأصل: فسر.
[68045]:- من ظ وم، وفي الأصل: الأمر.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقۡرَءُواْ كِتَٰبِيَهۡ} (19)

قوله تعالى : { فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه 19 إني ظننت أني ملاق حسابيه 20 فهو في عيشة راضية 21 في جنة عالية 22 قطوفها دانية 23 كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية } .

يبين الله في ذلك حال السعداء والأشقياء يوم القيامة . أما السعداء فإنهم حينئذ آمنون راضون محبورون . واما الأشقياء فإنهم مذعورون منكوسون منقلبون على وجوههم ، خاسرين وقد غشيهم من شدة الكرب والإياس ما غشيهم . وهو قوله : { فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه } وذلك لدى تسلم صحائف الأعمال والناس حينئذ واقفون واجفون وجلون . فإذا أعطي المرء كتاب أعماله بيمينه علم حينئذ أنه من أهل النجاة فانقلب إلى الناس في ذروة الفرح والسرور قائلا لهم : { هاؤم اقرؤوا كتابيه } أي تعالوا . أو خذوا { اقرؤوا كتابيه } والهاء للسكت .