ولما ذكر سبحانه العرض ذكر تفصيل ما يكون فيه فقال { فأما من أوتي كتابه بيمينه } أي أعطي كتابه الذي كتبه الحفظة عليه من أعماله { فيقول } خطابا لجماعته لما سر به أو لأهله وأقربائه .
{ هاؤم اقرأوا كتابيه } قال ابن السكيت والكسائي : العرب تقول " ها " يا رجل ، والاثنين هاؤما يا رجلان وللجمع هاؤم يا رجال ، وقيل والأصل هاكم فأبدلت الهمزة من الكاف ، قال ابن زيد ومعنى هاؤم تعالوا وقال مقاتل هلم وقيل خذوا ، والذي صرح به النحاة أنها بمعنى خذ تقول ها بمعنى خذ ، هاؤما بمعنى خذا ، وهاؤم بمعنى خذوا فهي اسم فعل ، وقد يكون فعلا صريحا لاتصال الضمائر البارزة المرفوعة بها ، وفيها ثلاث لغات كما هو معروف في علم الإعراب ( {[1627]} ) .
والهاء في كتابيه وسلطانيه وماليه ، هي هاء السكت ، وقرأ الجمهور في هذه بإثبات الهاء وقفا ووصلا مطابقة لرسم المصحف ، ولولا ذلك لحذفت في الوصل كما هو شأن هاء السكت ، واختبار أبو عبيد أن يتعمد الوقف عليها ليوافق اللغة في إلحاق الهاء في السكت ، ويوافق الخط يعني خط المصحف ، وقرأ جماعة بحذفها وصلا ، وإثباتها في جميع هذه الألفاظ واختار أبو حاتم هذه إتباعا للغة ، وقرئ بحذفها وصلا ووقفا ، تنازع في كتابيه هاؤم واقرأوا فاعمل الأول عند الكوفيين والثاني عند البصريين ، وأضمر في الآخر أي : هاؤموه قرأوا كتابيه أو هاؤم اقرأوا كتابيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.