صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ ذَرُونِيٓ أَقۡتُلۡ مُوسَىٰ وَلۡيَدۡعُ رَبَّهُۥٓۖ إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمۡ أَوۡ أَن يُظۡهِرَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡفَسَادَ} (26)

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ ذَرُونِيٓ أَقۡتُلۡ مُوسَىٰ وَلۡيَدۡعُ رَبَّهُۥٓۖ إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمۡ أَوۡ أَن يُظۡهِرَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡفَسَادَ} (26)

قوله عز وجل :{ وقال فرعون } ، لملئه ، { ذروني أقتل موسى } ، وإنما قال هذا لأنه كان في خاصة قوم فرعون من يمنعه من قتله خوفاً من الهلاك ، { وليدع ربه } ، أي : وليدع موسى ربه الذي يزعم أنه أرسله إلينا فيمنعه منا ، { إني أخاف أن يبدل } أن يغير ، { دينكم } ، الذي أنتم عليه ، { أو أن يظهر في الأرض الفساد } ، قرأ يعقوب وأهل الكوفة ( أو أن يظهر ) ، وقرأ الآخرون : ( وأن يظهر ) قرأ أهل المدينة والبصرة وحفص ( يظهر ) بضم الياء وكسر الهاء على التعدية ، الفساد نصب لقوله : ( أن يبدل دينكم ) ، حتى يكون الفعلان على نسق واحد ، وقرأ الآخرون بفتح الياء والهاء على اللزوم ، ( الفساد ) ، رفع وأراد بالفساد تبديل الدين وعبادة غيره .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ ذَرُونِيٓ أَقۡتُلۡ مُوسَىٰ وَلۡيَدۡعُ رَبَّهُۥٓۖ إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمۡ أَوۡ أَن يُظۡهِرَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡفَسَادَ} (26)

{ وقال فرعون } لملئه { ذروني أقتل موسى وليدع ربه } الذي أرسله الينا فيمنعه { إني أخاف أن يبدل دينكم } الذي أنتم عليه ويبطله { أو أن يظهر في الأرض الفساد } أو يفسد عليكم دينكم إن لم يبطله

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ ذَرُونِيٓ أَقۡتُلۡ مُوسَىٰ وَلۡيَدۡعُ رَبَّهُۥٓۖ إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمۡ أَوۡ أَن يُظۡهِرَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡفَسَادَ} (26)

ولما أخبر تعالى بفعله بمن تابع موسى عليه السلام ، أخبر عن فعله معه بما علم به أنه عاجز عنه فقال : { وقال فرعون } أي أعظم الكفرة في ذلك الوقت لرؤساء أتباعه عندما علم أنه عاجز عن قتله وملاّه ما رأى منه خوفاً وذعراً ، دافعاً عن نفسه ما يقال من أنه ما ترك موسى عليه السلام مع استهانته به إلا عجزاً عنه ، موهماً أن آله هم الذين يردونه عنه ، وأنه لولا ذلك لقتله : { ذروني } أي اتركوني على أيّ حالة كانت { أقتل موسى } وزاد في إيهام الأغبياء والمناداة على نفسه عند البصراء بالفضيحة بقوله : { وليدع ربه } أي الذي يدعوه ويدعي إحسانه إليه بما يظهر على يديه من هذه الخوارق ، ثم علل ذلك بقوله مؤكداً إعلاماً بأن الأمر صعب جداً لأنه كان منهم من يوهي أمره بأنه لا يؤثر ما هو فيه شيئاً أصلاً تقرباً إلى فرعون ، وإظهاراً للثبات على متابعته { إني أخاف } أي إن تركته { أن يبدل دينكم } أي الذي أنتم عليه من نسبة الفعل إلى الطبيعة بما يدعو إليه من عبادة إلهه .

ولما ألهبهم بهذا الكلام إلى ممالأتهم له على موسى عليه السلام ، زاد في ذلك بقوله : { وأن يظهر } أي بسببه - على قراءة الجماعة بفتح حرف المضارعة { في الأرض } أي كلها { الفساد * } وقرأ المدنيان والبصريان وحفص بالضم إسناداً إلى ضمير موسى عليه السلام وبنصب الفساد أي بفساد المعائش فإنه إذا غلب علينا قوي على من سوانا ، فسفك الدماء وسبى الذرية ، وانتهب الأموال ، ففسدت الدنيا مع فساد الدين ، فسمى اللعين الصلاح - لمخالفته لطريقته الفاسدة - فساداً كما هو شأن كل مفسد مع المصلحين ، وقرأ الكوفيون ويعقوب " أو أن " بمعنى أنه يخاف وقوع أحد الأمرين : التبديل أو ظهور ما هو عليه مما سماه فساداً ، وإن لم يحصل التبديل عاجلاً فإنه يحصل به الوهن .