بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ ذَرُونِيٓ أَقۡتُلۡ مُوسَىٰ وَلۡيَدۡعُ رَبَّهُۥٓۖ إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمۡ أَوۡ أَن يُظۡهِرَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡفَسَادَ} (26)

قوله تعالى : { وَقَالَ فِرْعَوْنُ } لقومه { ذَرُونِي أَقْتُلْ موسى } يعني : خلوا عني ، حتى أقتل موسى . { وَلْيَدْعُ رَبَّهُ } يعني : ليدعوا ربه موسى ، لكي يمنعه عني . وذلك أن قومه كانوا يقولون : أرجئه وأخاه ، ولا تقتله حتى لا يفسدوا عليك الملك . فقال لهم فرعون : { ذَرُونِي أَقْتُلْ موسى } فإِني أعلم أن صلاح ملكي في قتله .

{ إِنّي أَخَافُ أَن يُبَدّلَ دِينَكُمْ } يعني : عبادتكم إياي ، { أَوْ أَن يُظْهِرَ في الأرض الفساد } يعني : الدعاء إلى غير عبادتي . قرأ ابن كثير ، ونافع ، وابن عامر ، وأبو عمرو { وَأن يَظْهَرُوا } على معنى العطف . والباقون : { أَوْ أَن يُظْهِرَ } على معنى الشك ، وكلاهما جائز . و{ أو } لأحد الشيئين : إما لشك المتكلم أو أحدهما . والواو للجمع ، وتقع على الأمرين جميعاً . وقرأ أبو عمرو ، ونافع ، وعاصم { يُظْهِرُ } بضم الياء ، وكسر الهاء ، { الفساد } بالنصب . والباقون : { يَظْهرُ } بنصب الياء ، والهاء ، { الفساد } بالضم . فمن قرأ : يُظْهر بالضم . فالفعل لموسى ، والفساد نصب لوقوع الفعل عليه . ومن قرأ { يَظْهَر } ، فالفعل للفساد ، فيصير الفسادُ رفعاً ، لأنه فاعل .