النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ ذَرُونِيٓ أَقۡتُلۡ مُوسَىٰ وَلۡيَدۡعُ رَبَّهُۥٓۖ إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمۡ أَوۡ أَن يُظۡهِرَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡفَسَادَ} (26)

قوله عز وجل : { وقال فرعون ذروني أقتُل موسى } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : معناه أشيروا عليّ بقتل موسى لأنهم قد كانوا أشاروا عليه بأن لا يقتله لأنه لو قتله منعوه ، قاله ابن زياد .

الثاني : ذروني أتولى قتله ، لأنهم قالوا إن موسى ساحر إن قتلته هلكت لأنه لو أمر بقتله خالفوه .

الثالث : أنه كان في قومه مؤمنون يمنعونه من قتله . فسألهم تمكينه من قتله .

{ وليدع ربه } فيه وجهان :

أحدهما : وليسأل ربه فإنه لا يجاب .

الثاني : وليستعن به فإنه لا يعان .

{ إني أخاف أن يبدِّل دينكم } فيها وجهان :

أحدهما : يغير أمركم الذي أنتم عليه ، قاله قتادة .

الثاني : معناه هو أن يعمل بطاعة الله ، رواه سعيد بن أبي عروبة .

الثالث : محاربته لفرعون بمن آمن به ، حكاه ابن عيسى .

الرابع : هو أن يقتلوا أبناءكم ويستحيوا نساءكم إذا ظهروا عليكم كما كنتم تفعلون بهم ، قاله ابن جريج .

ويحتمل خامساً : أن يزول به ملككم لأنه ما تجدد دين إلا زال به ملك .