الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ ذَرُونِيٓ أَقۡتُلۡ مُوسَىٰ وَلۡيَدۡعُ رَبَّهُۥٓۖ إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمۡ أَوۡ أَن يُظۡهِرَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡفَسَادَ} (26)

{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ } لملائه { ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ } الذي يزعم أنه أرسله إلينا فيمنعه منّا { إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ } يغير { دِينَكُمْ } الذي أنتم عليه بسحر { أَوْ أَن } .

قرأ أبو عمر وأهل المدينة وأهل الشام وأهل مكة : وأن بغير ألف ، وكذلك هي في مصاحف أهل الحرمين والشام .

وقرأ الكوفيون وبعض البصريين : ( أو أن ) بالألف ، وكذلك هي في مصاحف أهل العراق .

وقال أبو عبيد : وبها يقرأ للزيادة التي فيها ، ولأن ( أو ) ربما كانت في تأويل الواو ، ولا تكون الواو في معنى أو .

{ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ } .

قرأ أهل المدينة والبصرة : ( يُظهِر ) بضم الياء وكسر الهاء ، و( الفسادَ ) بنصب الدال على التعدية .

ومثله روى حفص عن عاصم وهي اختيار أبي عبيد قال لقومه : يبدل دينكم ، فكذلك يظهر ليكون الفعلان على نسق واحد .

وقرأ الآخرون : بفتح الياء والهاء ورفع الدال على اللزوم ، وهي اختيار أبي حاتم . والفساد انتقاص الأمر ، وأراد فرعون به تبديل الدين وعبادة غيره .