{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى } أي اتركوني أن أقتله ، والظاهر من حال اللعين أنه قد استيقن أنه نبي وأن ما جاء به حق ، ولكن كان يخاف إن هم بقتله أن يعالج بالهلاك ، وإنما قال ذلك تمويها وإيهاما أنهم هم المانعون له من قتله ، ولولاهم لقتله ، مع أنه ما منعه إلا ما في نفسه من الفزع الهائل .
وقوله { وَلْيَدْعُ رَبَّهُ } تجلد منه ، وإظهار لعدم المبالاة ولكنه أخوف الناس منه ، وفي منعه من قتله وجوه ذكرها الخطيب ، أي ليدع الذي يزعم أنه أرسل إلينا ، فليمنعه من القتل إن قدر على ذلك ، أي لا يهولنكم ذلك فإنه لا رب له حقيقة ، بل أنا ربكم الأعلى ، ثم ذكر العلة التي لأجلها أراد أن يقتله فقال :
{ إِنِّي أَخَافُ } إن لم أقتله { أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ } الذي أنتم عليه من عبادة غير الله ويدخلكم في دينه الذي هو عبادة الله وحده { أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ } أي يوقع بين الناس الخلاف والفتنة ، جعل اللعين ظهور ما دعا إليه موسى وانتشاره في الأرض واهتداء الناس إليه فساد ، وليس الفساد إلا ما هو عليه ومن تابعه ، والمعنى أنه لابد من وقوع أحد الأمرين أو وقوع الأمرين جميعا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.