صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{سَنُقۡرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰٓ} (6)

{ سنقرئك . . . } بيان لهدايته صلى الله عليه وسلم لتلقي الوحي ، وحفظ القرآن الذي هو هدى للعالمين ، وتوفيقه لهداية الناس أجمعين . أي سنقرئك القرآن على لسان جبريل ، فتحفظه ولا تنساه في وقت من الأوقات ، إلا وقت مشيئة الله أن تنساه كله ؛ لكنه سبحانه لا يشاء ذلك ، بدلالة قوله : " لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه " {[399]} . وقوله : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " {[400]} . والمقصود من هذا الاستثناء : بيان أنه تعالى لو أراد أن يصيّره ناسيا للقرآن لقدر عليه ؛ كما قال تعالى : " ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك " {[401]}إذ هو على كل شيء قدير ، ولكن لم يشأ ذلك فضلا منه وإحسانا . أو المعنى : لا تنسى مما سنقرئك إياه شيئا ، إلا ما شاء الله أن تنساه ؛ فيذهب به عن حفظك برفع حكمه وتلاوته .


[399]:آية 17 القيامة.
[400]:آية 9 الحجر.
[401]:آية 86 الإسراء.
 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{سَنُقۡرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰٓ} (6)

شرح الكلمات :

{ سنقرئك فلا تنسى } : أي القرآن فلا تنساه بإِذننا .

المعنى :

قوله تعالى { سنقرئك فلا تنسى } هذه عِدَةٌ من الله تعالى لرسوله . لعل سببها أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا جاءه جبريل بالآيات يخاف نسيانها فيستعجل قراءتها قبل فراغ جبريل عليه السلام من إملائها عليه فيحصل له بذلك شدة فطمأنه ربّه أنه لا ينسى ما يقرئه جبريل{ إلا ما شاء الله } .