{ سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله }
ومسألة جواز النسيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتعليقا على هذه الجملة نقول : إن في القرآن والحديث ما يسيغ القول بجواز النسيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم . من ذلك آية سورة الكهف هذه : { وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا( 23 ) إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا( 24 ) } [ 23- 24 ] وقد روي أن الآيات نزلت لأن النبي صلى الله عليه وسلم وعد بالإجابة على أمر دون أن يقول إن شاء الله على ما سوف نشرحه في مناسبتها . ومن ذلك آية سورة الأنعام هذه : { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ( 68 ) } والنبي صلى الله عليه وسلم داخل في مدى التعليم القرآني المنطوي في آية البقرة هذه : { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا( 286 ) } على ما يلهمه سياقها .
ومن الحديث ما رواه الخمسة عن عبد الله قال : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى الظهر خمساً فقيل له : أزيد في الصلاة ؟ فقال : وما ذاك ؟ قال : صليت خمسا فسجد سجدتين بعدما سلّم ) . وفي رواية قال : ( أنا بشرٌ مثلكم أذكرُ كَمَا تذكرونَ وأنسى كما تنسون ثم سجد سجدَتي السّهو ){[2407]} .
غير أن الجملة كما يتبادر لنا توجب على المسلم أن يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن ينسى تبليغ شيء من القرآن يوحي الله به إليه إلا ما شاء الله أن ينساه . وتكون هذه في الحالة من نوع النسخ القرآني على ما سوف نشرحه في سياق تفسير إحدى آيات سورة النحل لأن ذلك أكثر ملاءمة . والله تعالى أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.