السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{سَنُقۡرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰٓ} (6)

وقوله تعالى : { سنقرؤك فلا تنسى } بشارة من الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بإعطاء آية بينة ، وهي أن يقرأ عليه جبريل ما يقرأ عليه من الوحي وهو أمّي لا يكتب ولا يقرأ فيحفظه ولا ينساه ، فهو نفيٌ أخبر الله تعالى أنّ نبيه صلى الله عليه وسلم لا ينسى . وقيل : نهيٌ ، والألف مزيدة للفاصلة كقوله تعالى : { السبيلا } [ الأحزاب : 67 ] أي : فلا تفعله كرامةً ، وتكريره لئلا ينساه ، ومنعه مكي لأنه لا ينهى عما ليس باختياره . وأجيب : بأنّ هذا غير لازم ؛ إذ المعنى : النهي عن تعاطي أسباب النسيان وهو شائع . قال الرزاي : وهذه الآية تدل على المعجزة من وجهين .

الأوّل : أنه كان رجلاً أمّياً فحفظه لهذا الكتاب المطوّل من غير دراسة ولا تكرار خارق للعادة فيكون معجزاً .

الثاني : أنّ هذه السورة من أول ما نزل بمكة ، فهذا إخبار عن أمر عجيب مخالف للعادة سيقع في المستقبل ، وقد وقع فكان هذا إخباراً ، فيكون معجزاً .